أخبار محلية

صرخة الراعي الرئاسية حاضرة في لقاء بايدن ـ ماكرون

يقف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، على بعد يومين من انعقاد الجلسة النيابية الثامنة بعد غد (الخميس) المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، أمام مرحلة سياسية جديدة ترفع من منسوب الشغور المديد في سدة الرئاسة الأولى بدخول جملة من العوامل الخارجية تطغى عليها لعبة شد الحبال التي تدفع باتجاه تعطيل الاستحقاق، وتفتح الباب أمام بازار الصفقات الدولية والإقليمية، ويأتي في هذا السياق الموقف الذي أعلنه المرشد الإيراني علي خامنئي وخصّ به لبنان بلفتة ليست بجديدة، وإنما باختياره التوقيت طرح أكثر من علامة استفهام لأنه يتزامن مع انتخاب الرئيس؟

وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي بارز في المعارضة، بأن قول خامنئي إن لبنان يشكل العمق الاستراتيجي لإيران ومنطقة نفوذ لها في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية يهدف إلى تدويل الاستحقاق الرئاسي من جهة، وإلى تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن المعبر الإلزامي له لن يكون إلا بمروره بطهران.

ويلفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن خامنئي يتخذ من الدول التي تشكل العمق الاستراتيجي لطهران منصة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة بذريعة وقوفها وراء تصاعد الاحتجاجات الشعبية في إيران في محاولة لتحويلها إلى خطوط دفاعية للحفاظ على النفوذ الإيراني في المنطقة ونقل المعركة من الداخل إلى الخارج.

ويؤكد بأن خامنئي تحدّث بلغة عالية النبرة ليقول لواشنطن من موقع الهجوم عليها، بأن لا مجال لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بلبنان إلا بمبادرتها إلى فتح قنوات الاتصال بطهران والتفاوض معها باعتبارها الأقدر على إنجازه لما لديها من نفوذ لدى الأطراف المنتمية إلى محور الممانعة بقيادة حليفه الاستراتيجي «حزب الله».

ويرى بأن طهران تعتمد على الدبلوماسية الساخنة ليكون لها كلمة الفصل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي إلى جانب أطراف إقليمية ودولية أخرى، ويقول بأن رهان إيران باعتمادها الدبلوماسية الناعمة التي كانت وراء التوصُل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية لم يكن في محله لأنه لم يؤدِ من وجهة نظرها إلى فتح قنوات للتواصل بين طهران وواشنطن برعاية فرنسية تدفع باتجاه إعادة تحريك المفاوضات حول الملف النووي التي تمضي حالياً في إجازة مديدة.

كما أن التوقيت لم يأتِ من فراغ، وإنما بعد الاتصالات التي أجراها الفاتيكان بواشنطن وباريس طلباً لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم ما يشكّل إحراجاً لماكرون وبايدن؛ لأنه لا يمكنهما تجاوز مضامين ما حذّر منه الراعي، وهما يدعوان بإلحاح إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فهل يلقى التجاوب المطلوب من قبلهما أم أن الانتظار يبقى سيد الموقف؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى