كتب سامر الحسيني
لم يكن اجتماع دار الفتوى الذي انعقد امس في برالياس وضم عددا كبيرا من الائمة والمشايخ والذي طالب بعدم تحويل الاستحقاق الانتخابي الديني الى حلبة سياسية والى ضرورة التوافق والاجماع سوى محاولة لاعادة تصويب هذا الاستحقاق الديني المفترض ان يكون محطة لجمع كل الفعاليات الدينية لا ان يتحول الى سببا للتفرقة والشرذمة وزج المحاور السياسية في هذا الاستحقاق الديني، كما يريد احد المرشحين الذي ما انفك يزج نفسه في محور سياسي هنا او هناك ويصنف الاخرين بمحاور سياسية وصولا الى محاور اقليمية .
استهل التنافس الديني على مركز افتاء زحلة والبقاع الغربي بكثير من الهدوء والمسار الطبيعي وبعد اعلان البرنامج الانتخابي والمؤسساتي لمدير عام مؤسسات الازهر الدكتور علي الغزاوي والذي تضمن مسيرة مؤسساتية دينية متطورة وحين لم يجد احدهم مجاراته في اي برنامج انتخابي سوى انه مرشح فقط لاغير انطلقت الاتهامات السياسية واتت التصنيفات من كل حدب وصوب ليعاد زج اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في هذه الانتخابات وتحويله الى طرف سياسي يزيد من الشرذمة والتفرقة في اساءة واضحة للرئيس الشهيد الذي لم يعرف الا بعنوان الوحدة والعلم والتطور .
استحقاق انتخابات مركز افتاء زحلة والبقاع الغربي او راشيا وصولا الى بعلبك لايخرج عن اطاره الديني والمأزوم يحاول الزج بالصراعات السياسية في محاولة لاستجرار صوت هنا او صوت هناك ،علما ان تيار المستقبل سبق له واكد بان الاستحقاق ديني والمستقبل ليس طرفا لان جميع المرشحين يلتقون معه في نسيج واحد وعلاقة وثيقة و عليه كان واضحا منسق عام تيار المستقبل سعيد ياسين حين اعلن ان دعمه سيكون للمرشح خالد عبد الفتاح انطلاقا من الضرورات المناطقية كونه ابن مجدل عنجر وليس ضمن اطار موقف سياسي ،فالسياسة لا علاقة لها بهذا الاستحقاق .
رغم كل ذلك يصر ذاك المرشح على تصنيف نفسه بانه مرشح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويدأب على توزيع صورة جمعته يوما ما معه .
الاستحقاق يجب ان يكون لحماية المؤسسات الدينية والتعليمية والحفاظ على ارث المفتي الراحل الشيخ خليل الميس وبذلك نكون فعلا نحن الاقربون اليه الى تاريخه الابيض لا ان نحول هذا الاستحقاق الى حلبة سياسية بعيدة كل البعد عن الحقيقة ونستعمل هذا المحور السياسي لاننا نفتقد الى البرنامج والى الرؤية التنموية .
