صحة

أطبّاء لا يستقبلون إلا الأغنياء والمغتربين!

 

*كتب داني الأمين في “الأخبار”:*

قبل أيام، أحضرت أمّ خمسينية طفلتها الصغيرة إلى طبيبة الأطفال في أحد المراكز الصحية المدعومة، بسبب إصابتها بالتهابات حادة تستدعي علاجاً فورياً. وبعد يومين، عادت الأم إلى الطبيبة مجدداً، لتجد أن وضع الطفلة صار أسوأ. سألت الطبيبة الأم إن كانت قد التزمت بالدواء الذي وصفته لطفلتها، فأجابتها بأنها لم تستطع شراء دواء الالتهابات واكتفت بالبنادول، حتى إنها حضرت برفقة جارتها إلى المركز الصحي لعدم القدرة على دفع أجرة الطريق.

تروي الطبيبة هذه القصة لتشير إلى مدى سوء الوضع الصحي في الجنوب، بسبب عدم قدرة الأهالي على تأمين كلفة الطبابة. الكثير من الأهالي لم يعد باستطاعتهم التنقل للوصول إلى عيادات الأطباء، فينتظرون حضور الأطباء الى المستوصفات القريبة، والتي لا تتقاضى سوى بدلات رمزية عن كلّ معاينة. يؤكد أحد الأطباء أن «الأهالي باتوا يلجأون إلى كلّ الوسائل الممكنة التي تخفف عنهم نفقات العلاج، فيتبادلون الأدوية، ويستخدمون الأدوية العشبية المتوفرة، ويفضلون الاتصال بالأطباء عبر الواتسآب لتشخيص أمراضهم والحصول على الوصفات العلاجية المناسبة».

كلفة النقل والمستوصفات

في المقابل، يعاني الأطباء في القرى من تدني مداخيلهم، ويفضلون عدم الحضور إلى المستوصفات، لعدم قدرتهم على تحمّل عبء الانتقال إليها. فالبلدات بعيدة نسبياً عن بعضها الآخر، ويكلّف الوصول إلى مستوصف في بلدة أخرى ما لا يقلّ عن 500 ألف ليرة، وهو مبلغ لا يمكن تحصيله من الأجور التي يتقاضونها من المستوصفات. لذلك يقول الطبيب: «بات على المرضى الانتظار فترة طويلة لوصول الطبيب المختصّ إلى المراكز الصحية القريبة من منازلهم، أما في حالات الضرورة فعليهم الوصول إلى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل حيث تؤمّن العناية لهم ببدلات مقبولة نسبة إلى الأماكن…

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى