أخبار دولية وإقليمية

سلاح بوتين “السري”

في الـ 8 من أبريل/نيسان الماضي، وعندما كانت الحرب في أوكرانيا تبلغ أقصى لحظاتها دموية، والعقوبات الغربية تنهال أكثر فأكثر على الاقتصاد الروسي، بما في ذلك صادراته الطاقية، وقَّع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين مرسوماً لترقية بافل سوروكين ليصبح النائب الأول لوزير الطاقة، القرار لم يكن عبثياً، حسب “وول ستريت جورنال”، بل كان الرئيس فلاديمير بوتين “يخرج سلاحه السري”.

 

 

 

ومنذ ذلك الوقت، لعب سوروكين دوراً مفصلياً في التفاف البلاد على العقوبات الغربية التي فرضت على صادراتها الطاقية، ومثّل المحرك للشراكات الاقتصادية البديلة التي خففت أثر العقوبات على موسكو.

 

 

 

هذا، وينتمي بافل سوروكين إلى جيل جديد من الكفاءات الحكومية الروسية، الذين تلقوا تعليمهم في الغرب، بل وشغلوا مناصب عليا في أكبر المؤسسات المالية الغربية. في اختلاف عن الأسماء الموروثة عن الحقبة السوفياتية، والتي ما زالت تشغل إلى اليوم مناصب حكومية.

 

سلاح بوتين السري

 

مطلع مارس/آذار الجاري، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منتدى “فالداي” الدولي، قال نائب وزير الطاقة الروسي بافل سوروكين، بأن الطلب على النفط والمنتجات النفطية الروسية في الأسواق العالمية مازال مستمراً، “ويبلغ حوالي 100 مليون برميل يومياً”.

 

 

 

فيما هذا الطلب خصوصاً، هو الذي يمثل مساحة نشاط أساسية لبافل سوروكين في وزارة الطاقة. وبعد أن أغلقت الأسواق الأوروبية أبوابهاأمام النفط الروسي، سعت موسكو إلى البحث عن شركاء جدد كالصين والهند.

 

بل وفي دول إفريقية كالكونغو برازافيل، إذ أدت الجهود التي بذلها السيد سوروكين، خلال رحلة إليها في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى توقيععقد استيراد النفط الروسي. وكذلك صفقة بـ850 مليون دولار لشركتين روسيتين، من أجل بناء خط أنابيب يفوق طول ألف كيلومتر، حسبوثائق سرية توصلت إليها “وول ستريت جورنال”.

 

إضافة إلى هذا، وحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، في فبراير/شباط الماضي، لعب بافل سوروكين دوراً أساسياً في تحديد أسعار ثابتة لتصدير النفط الروسي، بدلاً من السماح للأسواق بتحديد مقدار الرسوم التي تتقاضاها الشركات. كما أجرى سوروكين محادثات معالبحرين، لجعل المملكة الخليجية مركزاً لتجارة النفط الذي توفره الشركات الروسية.

 

 

 

هذا ونقلت الصحيفة عن فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة بيانات السلع الأساسية “Kpler”، وصفه بأن سوروكين “هو السلاح السري لبوتين”، مشيراً إلى أن الكرملين أصبح يعتمد بشكل متزايد على هذه الكفاءات الجديدة، مثل سوروكين، الذين درسوا فيالغرب وعملوا في مؤسساته المالية.

 

 

 

من هو بافل سوروكين؟

 

 

 

دخل بافل سوروكين وزارة الطاقة الروسية عام 2016، عندما عيَّنه وزيرها ألكسندر نوفاك على رأس أحد مراكز البحث التابعة لها. مذاك استمر سوروكين في التدرج، إلى حين تعيينه نائباً أول لوزير الطاقة في أبريل/نيسان الماضي.

 

قبلها، شغل منصباً سامياً في البنك الأمريكي “مورغان ستانلي”، حيث قضى ثلاث سنوات ونصفاً نائباً لرئيس البنك ورئيساً لقطاع النفطوالغاز الروسي فيه. وفي عام 2015 جرى تصنيف سوركين كأحد أفضل محللي قطاع النفط والغاز في روسيا وأوروبا والشرق الأوسطوإفريقيا، وفق تصنيف “Extel and Institutional Investor”.

 

 

 

وسرعان ما أصبح السيد سوروكين لاعباً أساسياً في الأحداث الدبلوماسية من خلال مرافقته السيد نوفاك كمترجم. حيث أقام صداقة دائمة مع أديب الياما، المستشار القديم لوزراء الطاقة السعوديين، وكذلك مع رئيس منظمة أوبك الراحل محمد باركيندو.

 

 

 

وبخصوص مساره الأكاديمي، حصل سوروكين على شهادته في الاقتصاد العالمي بامتياز من جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد في عام2017، وماجستير في القانون المالي من جامعة لندن في عام 2009. كما حاز جائزتين حكوميتين، في عام 2017.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى