كَتَبَ إسماعيل النجار
مِمَّا لا شَكَّ فيه ولا رَيب أن التغيير بدأت ملامحَ ألوانه تعكس الضوء بِنِيَّة الإنفراج بعدَ ضيقٍ مَرَّ عليه عقود والمجتمع الدولي أسير المخططات والجنون الأميركي،
عالَمٌ جديد تُشرِقُ شَمسَهُ من خلف دخان القصف في أوكرانيا وطلائعَ إشِعَتَهُ تسللَّت خيوطاً إلى فضاء تركيا وما بعدها،
دبلوماسية نسج التحالفات الجديدة تقتطِع من الثوب الأميركي شركاء وازنين على مرأىَ ومسمَع واشنطن التي تنسجُ ثوباً جديداً أضافت عليه لوناً فنلندياً وسيتبعه اللون السويدي القاتم،
عمليات إجتزاء وترقيع تحصل في آن بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا سترسم لوحة العالم الجديد الذي بدأ ينتفض لمصالحه مثل المَجَر التي أعلنَت رفضها تنفيذ مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي صدرَت عن محكمة الجنايات الدولية وحكومة جنوب أفريقيا، واليابان التي خرجت من تحت العباءَة الأميركية فيما يخص العقوبات والحظر على النفط والغاز الروسي ووقعَت عقوداً مع الأخيرة لشرائهم بأغلى الأثمان وقوفاً عند مصلحتها ومصلحة شعبها ولَم تأبَه للتحذيرات الأميركية بتاتاً،
رقعة الشطرنج الغربيه تضيق في كل أنحاء العالم بعدما مَلَّت شعوبهِ من عربدات واشنطن وبريطانيا وفرنسا،
في الشرق الأوسط،
وأصبح لواشنطن داخل المملكة السعودية شريك هوَ الصين وداخل قطر تركيا وداخل سَلطَنَة عُمان إيران، واليَمن لم يَعُد بحجم قبضَة سفير أميركا السابق في صنعاء، والجزائر إنتفضَت على الواقع وتونس ترسم خارطة طريقها بيدها، وسوريا على أبواب الإنتصار النهائي، والعراق هزَم مشروعها، وغزة خنجر يُمَزِقُ خاصرتها الصهيونية، والضفة إنتفضَت، وجنوب لبنان أصبحَ يُهَدِّد بَدَلَ أن يتلقى الضربات ويتهدَّد،
أوروبا إقتصادها يحتضر وباريس تحترق وشعوبها تفركُ بأيديها حائرة خائفة على مصيرها، الصين تَتَمَدَّد، وإسرائيل تعيش أسوء أزماتها الداخليه، والخلافات داخل أميركا وصلت إلى حد الإنفجار بدليل محاكمة وسجن دونالد ترامب،
إذاً أميركا مأزومة قولاً وفعلاً وتوحيد القوتين الكبيرتَين الصين وروسيا يخيفها وليسَ يقلقها فقط،
التغيير يحتاج إلى وقت وصبر وحنكة ودبلوماسية وبُعد نظر ثاقب، لكن معالِم العالم الجديد الذي نتمناه أصبحت واضحة للعيان وعلى المَلَئ،
تبقى أميركا مُمسِكَة اليوم في إقتصاديات العالم عبر قوة سيطرة الدولار الذي فقدَ وهجَهُ بين بعض البلدان، ولكن الأمر لن يطول قبل أن يفتح الله أبواباً واسعة نخرجُ منها إلى الفَرَج وتدخل أمريكا إلى الضيق.