
ترتفعُ نسبةُ السّرقات في لبنان؛ بسبب سوء الأوضاع المعيشيّة وانهيار اللّيرة اللّبنانيّة أمام الدّولار وتخزين الأموال في المنازل.
عمليّات لم تقتصر على سرقات موصوفة (كسر وخلع لمنازل وصيدليات ومحلات تجارية وغيرها)، بل يبدو أننا بِتنا أمام نوعًا جديدًا من السّرقات، أقل خطرًا على اللصوص وأكثر ربحًا لهم، من أغطية المصارف الصّحية إلى القساطل المعدنيّة والقضبان الحديدية وكابلات الكهرباء، والحديد اليوم مربحًا في ظلّ ارتفاع سعره بالدّولار. فالغطاء الواحد يزن ما بين ٧٠ و١٠٠ كيلوغرام؛ ما سبّب من أضرار طالت الشّعب اللبناني بأسره وتسبّبت بخسائر كبرى بالمال العام إضافة إلى الأخطار التي باتت تهدّد السّلامة المروريّة.
ينشطُ هذا النّوع من السّرقات في الفترة المسائية وتحديدًا عند انقطاع الكهرباء في مناطق وأحياء في البقاع وذلك لاستخدام النحاس الموجود في هذه الأسلاك، فضلًا عن غيره من المعادن لبيعها والاستفادة من ثمنها المرتفع. وفي حديثٍ خاصّ للأفضل نيوز مع القاضي كمال أبو جودة (محافظ البقاع) قال: “إنّ عمليّات السّرقة انخفضت بشكلٍ ملحوظ وخصوصًا سرقة أغطية الريغارات، بعد التّعاميم التي أرسلناها للبلديات لمراقبة الطّرق المستهدفة حيث تقلّ التّجمعات السّكانية والمحال التّجارية، والسّرقة كانت تحصل على الطريق الدّولية في ضهر البيدر وفي بعض قرى البقاع، نظرًا لارتفاع سعرها الذي يتجاوز ال ٩٠ $”.
وتابع: “استطاعت القوى الأمنيّة توقيف العديد من المتورطين بعمليات السّرقة ما ساهم في انخفاضها في الأشهر الأخيرة”.
فُوجئ المواطنون بما شهدته الطّرقات العامة، والمخاطر التي تهدّد المواطنين لا سيّما خلال القيادة على الطرقات التي تشكّلت فيها الكثير من الفراغات نتيجة سرقة الريغارات في لبنان، وهذا ليس أمرًا جديدّا بحسب ما قاله للأفضل نيوز الأستاذ خليل يونس (خبير السّلامة المرورية في زحلة).
ولفت: “إلى أنّ ٥٠٪ من حوادث السّير في البقاع سببها أقنية المياه المفتوحة على الطّرقات خصوصًا في ساعات اللّيل، فعند كل أزمة في البلد ينشط بعضهم في سرقتها وبيعها للاستفادة مادّيًا ما يهدّدُ سلامة المواطنين”.
وشدّدَ: “أنّ على البلديات ووزارة الأشغال إحصاء عدد الريغارات المسروقة وإيجاد حلّ جذري لها مثل وضع ريغارات جديدة متينة وغير حديدية بحيث لا يمكن بيعها إذا سُرقت”.
لم يعد مقبولاً وضع الطرقات في لبنان، تقول مايا غاضبة للأفضل نيوز “أنها باتت تحفظ أماكن الحفر الكبيرة التي تنتشر على الطرقات، خصوصًا على طريق تعنايل التي تقودها إلى عملها كلّ يوم، لكن ستقود الآخرين إلى حادث خطِر أو مميت”.
شهِد لبنان مؤخّرًا سرقات غريبة، زادَت من انتشارها الأوضاع المعيشيّة المتدهورة. ويبقى السّؤال هُنا، هل هي نتيجة العوَز الذي يعاني منه نسبة كبيرة من الشّعب اللبناني بسبب الأزمة الماليّة والاقتصاديّة الخانقة؟ أم وليدة تفلت الأوضاع الأمنية وعدم قدرة السّلطات المختصّة على كبْح العصابات؟.
اماني النجار افضل النيوز