أخبار محلية

أفعى برأسَين” في مدارس بقاعية… رشى وابتزاز و”اغتصاب”

الكبير بياكل الصغير”، هي القاعدة الثابتة في دولة لعنها الفساد ولم يستثنِ طائفة أو حزب. الجلّادون الأضداد تجمعهم المصالح، والضحية مواطن “ما عندو ضهر” مُحلَّلٌ تحنيطه وهو على قيد الحياة.

 

موقع قناة بيروت، يفتح أحد ملفات الفساد في مدارس البقاع الأوسط الرسمية، مسلّطاً الضوء على عمليات الابتزاز والذلّ واغتصاب الحقوق التي يتعرض لها الأساتذة، مقابل شتى أنواع الرشى التي يتقاضها بطلا هذه “الجرائم”. وليس غريباً، الكشف عن أن أعلى الهرم المسؤولان عن هذه “النذالة”، ينتميان إلى حزبين نقيضَين تماماً، جمعهما “المال الحرام” ولا يفرقهما إلا قضاء عاجز، ووزارة لا حول لها ولا قوة لمواجهة “الأفعى برأسَين”.

 

وفيما يشتد الخناق على موظّفي القطاع العام في لبنان، خصوصاً الأساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي الذين لا يزالون يتقاضون أجورهم بالليرة اللبنانية بانتظار تحسين الرواتب والحوافز الإضافية (300 دولار فريش شهرياً)، صدر قرار عن وزارة التربية بنقل الأساتذة إلى مدارس على مقربة من منازلهم لتخفيف وطأة كلفة النقل.

 

وبناءً عليه، تقدّمت معلمة اللغة الفرنسية في مدرسة مكسة، زينة (اسم مستعار منعاً لاستمرار الابتزاز)، من بلدة نيحا في قضاء زحلة، بطلب مباشر لنقلها لدى المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر، معللةً السبب في بُعد مسافة مكان عملها عن قريتها (22 كلم)، إذ لا يكفي لسد كلفة النقل في ظلّ تقاضيها 150 ألف ليرة فقط على الساعة، فوافق الأشقر وأصدر قراراً بنقلها.

 

رواية أحداثها قانونية حتى الآن… مثالية لدرجة أن القارئ لن يُصدّق أن مجرياتها تدور في لبنان وتحديداً داخل القطاع التربوي في قضاء زحلة حيث تُسيطر “أفعى برأسين” على مفاصل القطاع التعليمي الرسمي، وتتسلبط على الأساتذة لئلا يمرّ قرار من دون “ما يناولوا الجيبة”.

 

بعد 11 عاماً من العمل في مدرسة مكسة وتقديمها طلب نقل أكثر من مرّة، رفض المسؤول التربوي نقل زينة، علماً أن لديه الصلاحية من دون إذن الأشقر أو وزير التربية، متذرّعاً بأن مدرسة مكسة بحاجة إلى معلمة لغة فرنسية تغطّي 28 ساعة شهرياً، في حين كان باستطاعته نقلها إلى المدرسة الرسمية في قريتها نيحا، والتي أيضاً تشكو من عدم وجود معلمة لغة فرنسية.

 

وعندما علم المسؤول ومعاونته بتحرُّك زينة وزارياً، أوعزا إلى مديرة مدرسة مكسة (سجلها وزوجها محفوف بالقضايا الفاسدة)، بالتحرك لوقفه. “سيناريو بطولي مكلّلٌ بالإنسانية” سردته المديرة إلى وزير التربية، فأوهمته بأنه “سيخرب مدرستها بنقل زينة”، مدّعية أنها “ترسل لها سيارة لإحضارها كل يوم”، فصدّقها، ليصدر الأشقر لاحقاً قراراً بعدم النقل.

 

وبعد الابتزاز والتحايُل، رفضت زينة التي زاولت مهنتها بمناقبية لأكثر من 10 أعوام، الخضوع ودفع الرشى مقابل نقلها، وفضّلت التخلي عن وظيفتها على الرغم من أنها تعيل عائلتها، فيما تُرك طلاب مدرسة نيحا ومكسة من دون معلمة حتى الساعة.

 

نقلا عن موقع  قناة بيروت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى