“محور فيلادلفيا” هو عبارة عن شريط أرضى ضيق لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومتر، يقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبو سالم التجاري.. ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة. ويقع بالكامل فى المنقطة منزوعة السلاح (ج) التى نصت عليها المعاهدة.
يعد طريق صلاح الدين واحداً من أقدم طرق العالم، فقد مرّت عليه جيوش مصر القديمة والإسكندر الأكبر والصليبيون في محاولاتهم الاستيلاء على بلاد الشام.
ويعتبر “محور فيلادلفيا” منطقة عازلة وفقا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وتخضع لشروط ومعايير العبور من الأراضى الفلسطينية إلى مصر، كما تنص المعاهدة على أن تنشر مصر عددا من قواتها فى المنطقة لتأمينها وفقا لبروتوكول تم توقيعه مع إسرائيل.
فى عام 2005 عندما غادرت القوات المحتلة والمواطنون الإسرائيليون قطاع غزة، اضطرت إلى الانسحاب أيضًا منه ومن معبر رفح، ونقلت مهمة الإشراف عليهما إلى السلطة الفلسطينية، مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
وسيطرت حركة “حماس” على معبر رفح، وأنهت وجود السلطة الفلسطينية فيه عام 2007 إثر سيطرتها العسكرية على القطاع.
وعلى طول الحدود بين القطاع ومصر تنتشر من جهة المنطقة الفلسطينية مبان سكنية مشيدة جميعها على خط جغرافي واحد، وتسمى منازل الخط الأول، وتقع فى مدينة رفح الفاصلة بين غزة وسيناء.
وفى يناير 2008 قام عدد من المسلحين الفلسطينيين بتدمير أجزاء من الجدار الحدودي وتدفق على إثر هذا العمل الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية للبحث عن الطعام..
وبعد أحداث كانون الثاني 2011 خففت مصر القيود على حدودها مع قطاع غزة، مما سمح لمزيد من الفلسطينيين بالعبور بحرية لأول مرة منذ أربع سنوات. وبعدها واصل الجيش المصري جهوده في تدمير أنفاق غزة خاصة من عام 2013 حيث عزز الجيش المصري قواته على الحدود ودمر الأنفاق عن طريق إغراقها، وكان هذا ضمن إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قضائه على الإرهاب.
ومع بداية حرب إسرائيل على غزة فى تشرين الأول الماضي قامت مصر بتحصين وتعزيز السياج الفاصل بين مصر وقطاع غزة، تحديداً محور صلاح الدين أو فلادلفيا، وفي منتصف كانون الأول 2023 انتهت السلطات المصرية من تعزيز السياج الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، شمال شرقي سيناء بجدار خرساني وسواتر ترابية، وتفكيك أبراج المراقبة المحاذية، وإعادة بنائها غرباً داخل الأراضي المصرية.
ويخطط الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة بعد انسحابها الأحادي فى 2005 فيما عرفت بـ”خطة فك الارتباط”، وسيطرت إسرائيل على جميع معابر غزة باستثناء المنطقة الحدودية المعروفة باسم “محور فيلادلفيا” أو طريق صلاح الدين، على الحدود الجنوبية مع مصر، والذى يخضع التعامل معه إلى اتفاق السلام الموقع بين القاهرة وتل أبيب فى عام 1979، وسط رفض مصري قاطع لقيام الاحتلال الإسرائيلي بأى عملية يمكن أن تنتهك شروط عملية السلام.
وتراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تصريحاته بعد الرفض المصري الكامل لأى خطط إسرائيلية تهدف لاحتلال محور صلاح الدين، وقال نتنياهو فى تصريحات سابقة له: “لم تتخذ قراراً بعد بشأن السيطرة العسكرية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والمعروف باسم “محور فيلادلفيا” أو طريق صلاح الدين”.
وأعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة منذ بدء الحرب على قطاع غزة رغبة إسرائيل في السيطرة على محور صلاح الدين، المعروف أيضاً باسم محور فيلادلفي، الذي يقع فيه معبر رفح البري، وهو ما رفضه الجانب المصري بقوة، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.
وكشفت القناة الثالثة عشرة في هيئة البثّ” الإسرائيلية، سابقا، عن رغبة حكومة نتنياهو في “نقل موقع معبر رفح، ليكون قريباً من معبر كرم أبو سالم”، ومن ثم تستعيد إسرائيل سيطرتها الأمنية على المعبر، التي كانت قد تخلت عنها عام 2005 بموجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، الذي شمل أيضاً انسحاباً من محور فيلادلفيا بالكامل.
فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية أن “مصر تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل”، وأن تلك المسائل “تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية”، وتشترك مصر فى حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهى الحدود الوحيدة للقطاع التى لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.